Nazam Al-Durar Al-Biqa'i

Multiple Ayahs

Tags

Download Links

Nazam Al-Durar Al-Biqa'i tafsir for Surah Al-Muddaththir — Ayah 8

فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ ٨

ولَمّا كانَ المَقامُ لِلْإنْذارِ، وكانَ مَن رَدَّ الأوامِرَ تَكْذِيبًا كَفَرَ، ومَن تَهاوَنَ بِها ما أطاعَ ولا شَكَرَ، حَذَّرَ مِنَ الفُتُورِ عَنْها بِذِكْرِ (p-٤٦)ما لِلْمُكَذِّبِ بِها، فَقالَ مُسَبِّبًا عَنْ ذَلِكَ باعِثًا عَلى اكْتِسابِ الخَيْراتِ مِن غَيْرِ كَسَلٍ ولا تَوَقُّفٍ، مُذَكِّرًا بِأنَّ المَلِكَ التَقَمَ القَرْنَ وأصْغى بِجَبْهَتِهِ انْتِظارًا لِلْأمْرِ بِالنَّفْخِ، مُشِيرًا بِالبِناءِ لِلْمَفْعُولِ إلى هَوانِهِ لَدَيْهِ وخِفَّتِهِ عَلَيْهِ مُؤْذِنًا بِأداةِ التَّحَقُّقِ أنَّهُ لا بُدَّ مِن وُقُوعِهِ: ﴿فَإذا نُقِرَ﴾ أيْ نَفَخَ وصَوَّتَ بِشِدَّةٍ وصَلابَةٍ ونُفُوذٍ وإنْكاءٍ ﴿فِي النّاقُورِ﴾ أيِ الصُّورِ وهو القَرْنُ الَّذِي إسْرافِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ مُلْتَقِمُهُ الآنَ وهو مُصْغٍ لِانْتِظارِ الأمْرِ بِالنَّفْخِ فِيهِ لِلْقِيامَةِ، ويَجُوزُ أنْ يُرادَ الأيّامَ الَّتِي يَقْضِي فِيها بِالذُّلِّ عَلى الكافِرِينَ كَيَوْمِ بَدْرِ والفَتْحِ وغَيْرِهِما كَما جُعِلَتِ السّاعَةُ والقِيامَةُ كِنايَةً عَنِ المَوْتِ، فَقالَ ﷺ:

«مَن ماتَ فَقَدْ قامَتْ قِيامَتُهُ» عَبَّرَ عَنْهُ بِالنَّقْرِ إشارَةً إلى أنَّهُ في شِدَّتِهِ كالنَّقْرِ في الصُّلْبِ فَيَكُونُ عَنْهُ صَوْتٌ هائِلٌ، وأصْلُ النَّقْرِ القَرْعُ الَّذِي هو سَبَبُ الصَّوْتِ فَهو أشَدُّ مَن صَدَّعَكَ لَهم بِالإنْذارِ لِلْحِذارِ مِن دارِ البَوارِ، فَهُنالِكَ تُرَدُّ الأرْواحُ إلى أجْسادِها، فَيَبْعَثُ النّاسَ فَيَقُومُونَ مِن قُبُورِهِمْ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ، وتَرى عاقِبَةَ الصَّبْرِ، ويَرى أعْداؤُكَ عاقِبَةَ الكِبَرِ، والتَّعْبِيرُ فِيهِ بِصِيغَةِ المُبالَغَةِ وجَعَلَهُ فاعِلًا كالجاسُوسِ إشارَةً إلى زِيادَةِ العَظَمَةِ حَتّى كَأنَّهُ هو الفاعِلُ عَلى هَيْئَةٍ هي في غايَةِ الشِّدَّةِ والقُوَّةِ، وحَذَّرَ النَّبِيُّ ﷺ أصْحابَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم مِنَ النَّفْخِ في (p-٤٧)الصُّوَرِ وقُرْبِهِ فَقالُوا: «كَيْفَ نَقُولُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: قُولُوا حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ» ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ التَّسَبُّبُ عَنِ الأمْرِ بِالصَّبْرِ، أيِ اصْبِرْ فَلْنَأْخُذَنَّ بِثَأْرِكَ في ذَلِكَ اليَوْمِ بِما يَقَرُّ عَيْنُكَ، فَيَكُونُ تَسْلِيَةً لَهُ ﷺ وتَهْدِيدًا لَهم.

Tafsir Resource

QUL supports exporting tafsir content in both JSON and SQLite formats. Tafsir text may include <html> tags for formatting such as <b>, <i>, etc.

Example JSON Format:

{
  "2:3": {
    "text": "tafisr text.",
    "ayah_keys": ["2:3", "2:4"]
  },
  "2:4": "2:3"
}
  • Keys in the JSON are "ayah_key" in "surah:ayah", e.g. "2:3" means 3rd ayah of Surah Al-Baqarah.
  • The value of ayah key can either be:
    • an object — this is the main tafsir group. It includes:
      • text: the tafsir content (can include HTML)
      • ayah_keys: an array of ayah keys this tafsir applies to
    • a string — this indicates the tafsir is part of a group. The string points to the ayah_key where the tafsir text can be found.

SQLite exports includes the following columns

  • ayah_key: the ayah for which this record applies.
  • group_ayah_key: the ayah key that contains the main tafsir text (used for shared tafsir).
  • from_ayah / to_ayah: start and end ayah keys for convenience (optional).
  • ayah_keys: comma-separated list of all ayah keys that this tafsir covers.
  • text: tafsir text. If blank, use the text from the group_ayah_key.