Nazam Al-Durar Al-Biqa'i

Multiple Ayahs

Tags

Download Links

Nazam Al-Durar Al-Biqa'i tafsir for Surah Al-Insan — Ayah 8

وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا ٨

ولَمّا كانَ مَن خافَ شَيْئًا سَعى في الأمْنِ مِنهُ بِكُلِّ ما عَساهُ يَنْفَعُ [فِيهِ-]، وكانَ قَدْ ذَكَّرَ تَذَرُّعَهم بِالواجِبِ، أتْبَعَهُ المَندُوبَ دَلالَةً عَلى أنَّهم لا رُكُونَ لَهم إلى الدُّنْيا ولا وُثُوقَ بِها، فَقَدْ جَمَعُوا إلى كَرَمِ الطَّبْعِ بِالوَفاءِ ورِقَّةِ القَلْبِ شَرَفَ النَّفْسِ بِالِانْسِلاخِ مِنَ الفانِي فَقالَ: ﴿ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ﴾ أيْ عَلى حَسَبِ ما يَتَيَسَّرُ لَهم مِن عالٍ ودُونٍ عَلى الدَّوامِ. ولَمّا كانَ الإنْسانُ قَدْ يَسْمَحُ بِما لا يَلَذُّ لَهُ قالَ: ﴿عَلى حُبِّهِ﴾ أيْ حُبِّهِ إيّاهُ حُبًّا هو في غايَةِ المُكْنَةِ مِنهم والِاسْتِعْلاءِ عَلى قُلُوبِهِمْ لِقِلَّتِهِ وشَهْوَتِهِمْ [لَهُ -] وحاجَتِهِمْ إلَيْهِ كَما قالَ تَعالى: ﴿لَنْ تَنالُوا البِرَّ حَتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ﴾ [آل عمران: ٩٢] لِيَفْهَمَ أنَّهم لِلْفَضْلِ أشَدُّ بَذْلًا، ولِهَذا قالَ ﷺ: «لَوْ أنْفَقَ أحَدُكم مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا ما بَلَغَ مُدَّ أحَدِهِمْ أيِ الصَّحابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم - ولا نَصِيفَهُ» لِقِلَّةِ المَوْجُودِ إذْ ذاكَ وكَثْرَتِهِ (p-١٣٩)بَعْدَ ﴿مِسْكِينًا﴾ أيْ مُحْتاجًا احْتِياجًا يَسِيرًا، فَصاحِبُ الِاحْتِياجِ الكَثِيرِ أوْلى ﴿ويَتِيمًا﴾ أيْ صَغِيرًا لا أبَ لَهُ ذَكَرًا كانَ أوْ أُنْثى ﴿وأسِيرًا﴾ أيْ في أيْدِي الكُفّارِ أيْ أعَمُّ مِن ذَلِكَ، فَيَدْخُلُ فِيهِ المَمْلُوكُ والمَسْجُونُ والكافِرُ الَّذِي في أيْدِي المُسْلِمِينَ، وقَدْ نَقَلَ في غَزْوَةِ بَدْرٍ أنَّ بَعْضَ الصَّحابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم كانَ يُؤْثِرُ أسِيرَهُ عَلى نَفْسِهِ بِالخُبْزِ، وكانَ الخُبْزُ إذْ ذاكَ عَزِيزًا حَتّى كانَ [ذَلِكَ -] الأسِيرُ يَعْجَبُ مِن مَكارِمِهِمْ حَتّى كانَ ذَلِكَ مِمّا دَعاهُ إلى الإسْلامِ، وذَلِكَ لِأنَّ النَّبِيَّ ﷺ لِما دَفَعَهم إلَيْهِمْ قالَ: «اسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا» . ومِن حُكْمٍ الأسِيرِ الحَقِيقِيِّ كُلُّ مَضْرُورٍ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ والحالُ أنَّهم يَقُولُونَ بِلِسانِ الحالِ أوِ القالِ إنِ احْتِيجَ إلَيْهِ إزاحَةً لِتَوَهُّمِ المَنِّ أوْ تَوَقُّعِ المُكافَأةِ مُؤَكِّدِينَ إشارَةً إلى أنَّ الإخْلاصَ أمْرٌ عَزِيزٌ لا يَكادُ أحَدٌ يُصَدِّقُ أنَّهُ يَتَأتّى لِأحَدٍ:

Tafsir Resource

QUL supports exporting tafsir content in both JSON and SQLite formats. Tafsir text may include <html> tags for formatting such as <b>, <i>, etc.

Example JSON Format:

{
  "2:3": {
    "text": "tafisr text.",
    "ayah_keys": ["2:3", "2:4"]
  },
  "2:4": "2:3"
}
  • Keys in the JSON are "ayah_key" in "surah:ayah", e.g. "2:3" means 3rd ayah of Surah Al-Baqarah.
  • The value of ayah key can either be:
    • an object — this is the main tafsir group. It includes:
      • text: the tafsir content (can include HTML)
      • ayah_keys: an array of ayah keys this tafsir applies to
    • a string — this indicates the tafsir is part of a group. The string points to the ayah_key where the tafsir text can be found.

SQLite exports includes the following columns

  • ayah_key: the ayah for which this record applies.
  • group_ayah_key: the ayah key that contains the main tafsir text (used for shared tafsir).
  • from_ayah / to_ayah: start and end ayah keys for convenience (optional).
  • ayah_keys: comma-separated list of all ayah keys that this tafsir covers.
  • text: tafsir text. If blank, use the text from the group_ayah_key.