Mahasin Al-Ta'wil Al-Qasimi

Multiple Ayahs

Tags

Download Links

Mahasin Al-Ta'wil Al-Qasimi tafsir for Surah Al-Jinn — Ayah 15

وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَۖ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَدٗا ١١ وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا ١٢ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعۡنَا ٱلۡهُدَىٰٓ ءَامَنَّا بِهِۦۖ فَمَن يُؤۡمِنۢ بِرَبِّهِۦ فَلَا يَخَافُ بَخۡسٗا وَلَا رَهَقٗا ١٣ وَأَنَّا مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا ٱلۡقَٰسِطُونَۖ فَمَنۡ أَسۡلَمَ فَأُوْلَٰٓئِكَ تَحَرَّوۡاْ رَشَدٗا ١٤ وَأَمَّا ٱلۡقَٰسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبٗا ١٥ وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا ١٦ لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَمَن يُعۡرِضۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِۦ يَسۡلُكۡهُ عَذَابٗا صَعَدٗا ١٧

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى:

[١١ - ١٧] ﴿وأنّا مِنّا الصّالِحُونَ ومِنّا دُونَ ذَلِكَ كُنّا طَرائِقَ قِدَدًا﴾ ﴿وأنّا ظَنَنّا أنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ في الأرْضِ ولَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا﴾ [الجن: ١٢] ﴿وأنّا لَمّا سَمِعْنا الهُدى آمَنّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْسًا ولا رَهَقًا﴾ [الجن: ١٣] ﴿وأنّا مِنّا المُسْلِمُونَ ومِنّا القاسِطُونَ فَمَن أسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا﴾ [الجن: ١٤] ﴿وأمّا القاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾ [الجن: ١٥] ﴿وأنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلى الطَّرِيقَةِ لأسْقَيْناهم ماءً غَدَقًا﴾ [الجن: ١٦] ﴿لِنَفْتِنَهم فِيهِ ومَن يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذابًا صَعَدًا﴾ [الجن: ١٧]

﴿وأنّا مِنّا الصّالِحُونَ﴾ أيِ: المُسْلِمُونَ العامِلُونَ بِطاعَةِ اللَّهِ ﴿ومِنّا دُونَ ذَلِكَ﴾ أيْ: قَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ، وهُمُ المُقْتَصِدُونَ في الصَّلاحِ غَيْرُ الكامِلِينَ فِيهِ، أوِ الكافِرُونَ ﴿كُنّا طَرائِقَ قِدَدًا﴾ أيْ: أهْواءً مُخْتَلِفَةً، وفِرَقًا شَتّى. وهَذا بَيانٌ لِلْقِسْمَةِ قَبْلُ. أيْ: كُنّا مِثْلَها أوْ ذَوِيها. و(الطَّرائِقُ): جَمْعُ طَرِيقَةٍ، وهي طَرِيقَةُ الرَّجُلِ ومَذْهَبُهُ. و(القِدَدُ) الضُّرُوبُ والأجْناسُ المُخْتَلِفَةُ، جَمْعُ (قِدَّةٍ) كالقِطْعَةِ.

(p-٥٩٥٠)﴿وأنّا ظَنَنّا﴾ [الجن: ١٢] أيْ: عَلِمْنا ﴿أنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ في الأرْضِ﴾ [الجن: ١٢] أيْ: إنْ أرادَ بِنا سُوءًا ﴿ولَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا﴾ [الجن: ١٢] أيْ: إنْ طَلَبْنا.

قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هَذِهِ صِفَةُ أحْوالِ الجِنِّ، وما هم عَلَيْهِ مِن أحْوالِهِمْ وعَقائِدِهِمْ، مِنهم أخْيارٌ وأشْرارٌ، ومُقْتَصِدُونَ، وأنَّهم يَعْتَقِدُونَ أنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ عَزِيزٌ غالِبٌ لا يَفُوتُهُ مَطْلَبٌ، ولا يُنْجِي عَنْهُ مَهْرَبٌ.

﴿وأنّا لَمّا سَمِعْنا الهُدى﴾ [الجن: ١٣] أيِ: القُرْآنَ الَّذِي يَهْدِي إلى الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ ﴿آمَنّا بِهِ﴾ [الجن: ١٣] أيْ: صَدَّقْنا بِأنَّهُ حَقٌّ مِن عِنْدِ اللَّهِ، ﴿فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْسًا﴾ [الجن: ١٣] أيْ: أنْ يَنْقُصُ مِن حَسَناتِهِ فَلا يُجازى عَلَيْها ﴿ولا رَهَقًا﴾ [الجن: ١٣] أيْ: أنْ تُرْهِقَهُ ذِلَّةٌ، وتَلْحَقَهُ هَيْئَةٌ مُعَذِّبَةٌ مُوجِبَةٌ لِلْخُسُوءِ والطَّرْدِ. يَعْنِي: أنَّهُ يُجْزى الجَزاءَ الأوْفى، وتَكُونُ لَهُ في العِزِّ العاقِبَةُ الحُسْنى.

﴿وأنّا مِنّا المُسْلِمُونَ ومِنّا القاسِطُونَ﴾ [الجن: ١٤] أيِ: الكافِرُونَ الجائِرُونَ عَنْ طَرِيقِ الحَقِّ، ﴿فَمَن أسْلَمَ﴾ [الجن: ١٤] أيْ: أذْعَنَ وانْقادَ ﴿فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا﴾ [الجن: ١٤] أيْ: تَرَجَّوْا وتَوَخَّوْا رَشَدًا عَظِيمًا، وقَصَدُوا صَوابًا واسْتِقامَةً. وقَوْلُهُ: ﴿فَمَن أسْلَمَ﴾ [الجن: ١٤] إلَخْ مِن كَلامِ اللَّهِ أوِ الجِنِّ. قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وقَدْ زَعَمَ مَن لا يَرى لِلْجِنِّ ثَوابًا، أنَّ اللَّهَ تَعالى أوْعَدَ قاسِطِيهِمْ، وما وعَدَ مُسْلِمِيهِمْ، وكَفى بِهِ وعْدًا أنْ قالَ: ﴿فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا﴾ [الجن: ١٤] فَذَكَرَ سَبَبَ الثَّوابِ ومُوجِبَهُ. واللَّهُ أعْدَلُ مِن أنْ يُعاقِبَ القاسِطَ، ولا يُثِيبَ الرّاشِدَ.

﴿وأمّا القاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾ [الجن: ١٥] أيْ: تُوقَدُ بِهِمْ، كَما تُوقَدُ بِكُفّارِ الإنْسِ.

﴿وأنْ لَوِ اسْتَقامُوا﴾ [الجن: ١٦] أيِ: الجِنُّ أوِ الإنْسُ أوْ كِلاهُما ﴿عَلى الطَّرِيقَةِ﴾ [الجن: ١٦] أيْ: طَرِيقَةِ الحَقِّ والعَدْلِ ﴿لأسْقَيْناهم ماءً غَدَقًا﴾ [الجن: ١٦] أيْ: لَوَسَّعْنا عَلَيْهِمُ الرِّزْقَ. وإنَّما تَجَوَّزَ بِالماءِ الغَدَقِ -وهُوَ الكَثِيرُ- عَمّا ذُكِرَ؛ لِأنَّهُ أصْلُ المَعاشِ وسَعَةِ الرِّزْقِ، ولِعِزَّةِ وُجُودِهِ بَيْنَ العَرَبِ، أوْ لِأنَّ غَيْرَهُ يُعْلَمُ مِنهُ بِالأوْلى ﴿لِنَفْتِنَهم فِيهِ﴾ [الجن: ١٧] أيْ: لِنَخْتَبِرَهم فِيهِ كَيْفَ يَشْكُرُونَ ما خُوِّلُوا مِنهُ.

﴿ومَن يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ﴾ [الجن: ١٧] أيْ: عِبادَتِهِ أوْ مَوْعِظَتِهِ ﴿يَسْلُكْهُ عَذابًا صَعَدًا﴾ [الجن: ١٧] أيْ: شَدِيدًا شاقًّا.

(p-٥٩٥١)قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الصَّعَدُ: مَصْدَرُ صَعِدَ، يُقالُ: صَعِدَ صَعَدًا وصُعُودًا، فَوَصَفَ بِهِ العَذابَ لِأنَّهُ يَتَصَعَّدُ المُعَذَّبَ، أيْ: يَعْلُوهُ ويَغْلِبُهُ فَلا يُطِيقُهُ.

Tafsir Resource

QUL supports exporting tafsir content in both JSON and SQLite formats. Tafsir text may include <html> tags for formatting such as <b>, <i>, etc.

Example JSON Format:

{
  "2:3": {
    "text": "tafisr text.",
    "ayah_keys": ["2:3", "2:4"]
  },
  "2:4": "2:3"
}
  • Keys in the JSON are "ayah_key" in "surah:ayah", e.g. "2:3" means 3rd ayah of Surah Al-Baqarah.
  • The value of ayah key can either be:
    • an object — this is the main tafsir group. It includes:
      • text: the tafsir content (can include HTML)
      • ayah_keys: an array of ayah keys this tafsir applies to
    • a string — this indicates the tafsir is part of a group. The string points to the ayah_key where the tafsir text can be found.

SQLite exports includes the following columns

  • ayah_key: the ayah for which this record applies.
  • group_ayah_key: the ayah key that contains the main tafsir text (used for shared tafsir).
  • from_ayah / to_ayah: start and end ayah keys for convenience (optional).
  • ayah_keys: comma-separated list of all ayah keys that this tafsir covers.
  • text: tafsir text. If blank, use the text from the group_ayah_key.