قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَإذا نُقِرَ في النّاقُورِ﴾ ﴿فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ﴾ ﴿عَلى الكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ﴾
النّاقُورُ: هو الصُّورُ، وأصْلُ النّاقُورِ الصَّوْتُ، وقَوْلُهُ: ﴿يَوْمٌ عَسِيرٌ﴾ ﴿عَلى الكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ﴾ .
قِيلَ: عَسِيرٌ وغَيْرُ يَسِيرٍ عَلى الكافِرِينَ.
وَقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إنَّ غَيْرَ يَسِيرٍ كانَ يَكْفِي عَنْها يَوْمٌ عَسِيرٌ، إلّا أنَّهُ لِيُبَيِّنَ لَهم أنَّ عُسْرَهُ لا يُرْجى تَيْسِيرُهُ، كَعُسْرِ الدُّنْيا، وأنَّ فِيهِ زِيادَةَ وعِيدٍ لِلْكافِرِينَ.
وَنَوْعُ بِشارَةٍ لِلْمُؤْمِنِينَ لِسُهُولَتِهِ عَلَيْهِمْ، ولَعَلَّ المَعْنَيَيْنِ مُسْتَقِلّانِ، وأنَّ قَوْلَهُ تَعالى: ﴿يَوْمٌ عَسِيرٌ﴾، هَذا كَلامٌ مُسْتَقِلٌّ وصْفٌ لِهَذا اليَوْمِ، وبَيانٌ لِلْجَمِيعِ شِدَّةَ هَوْلِهِ، كَما جاءَ في وصْفِهِ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ياأيُّها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكم إنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ ﴿يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أرْضَعَتْ وتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وتَرى النّاسَ سُكارى وما هم بِسُكارى ولَكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ [الحج: ١ - ٢]، ومِثْلَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِن أخِيهِ﴾ ﴿وَأُمِّهِ وأبِيهِ﴾ [عبس: ٣٤ - ٣٥]، ونَحْوِ ذَلِكَ.
ثُمَّ بَيَّنَ تَعالى أنَّ اليَوْمَ العَسِيرَ أنَّهُ عَلى الكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ، كَما قالَ تَعالى عَنْهم ﴿فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الوِلْدانَ شِيبًا﴾ ﴿السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ﴾ [المزمل: ١٧ - ١٨]، بَيْنَما يَكُونُ عَلى المُؤْمِنِينَ يَسِيرًا، مَعَ أنَّهُ عَسِيرٌ في ذاتِهِ لِشِدَّةِ هَوْلِهِ، إلّا أنَّ اللَّهَ يُيَسِّرُهُ عَلى المُؤْمِنِينَ، كَما بَيَّنَ تَعالى هَذِهِ الصُّورَةَ بِجانِبِها في قَوْلِهِ تَعالى مِن سُورَةِ ”النَّمْلِ“:
﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ في الصُّورِ فَفَزِعَ مَن في السَّماواتِ ومَن في الأرْضِ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ وكُلٌّ أتَوْهُ داخِرِينَ﴾ ﴿وَتَرى الجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وهي تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ﴾ إلى قَوْلِهِ ﴿مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنها وهم مِن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ﴾ ﴿وَمَن جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهم في النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إلّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [النمل: ٨٧ - ٩٠] . \ ٥
صفحة ٣٦٤
فالفَزَعُ مِن صَعْقَةِ يَوْمَ يُنْفَخُ في الصُّورِ عامٌّ لِجَمِيعِ مَن في السَّماواتِ ومَن في الأرْضِ، ولَكِنِ اسْتَثْنى اللَّهُ مَن شاءَ، ثُمَّ بَيَّنَ تَعالى هَؤُلاءِ المُسْتَثْنَيْنَ ومَن يَبْقى في الفَزَعِ، فَبَيَّنَ الآمِنِينَ وهم مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ، والآخَرُونَ مَن جاءَ بِالسَّيِّئَةِ.
QUL supports exporting tafsir content in both JSON and SQLite formats.
Tafsir text may include <html>
tags for formatting such as <b>
,
<i>
, etc.
Note:
Tafsir content may span multiple ayahs. QUL exports both the tafsir text and the ayahs it applies to.
Example JSON Format:
{ "2:3": { "text": "tafisr text.", "ayah_keys": ["2:3", "2:4"] }, "2:4": "2:3" }
"ayah_key"
in "surah:ayah"
, e.g. "2:3"
means
3rd ayah of Surah Al-Baqarah.
text
: the tafsir content (can include HTML)ayah_keys
: an array of ayah keys this tafsir applies toayah_key
where the tafsir text can be found.
ayah_key
: the ayah for which this record applies.group_ayah_key
: the ayah key that contains the main tafsir text (used for shared tafsir).
from_ayah
/ to_ayah
: start and end ayah keys for convenience (optional).ayah_keys
: comma-separated list of all ayah keys that this tafsir covers.text
: tafsir text. If blank, use the text
from the group_ayah_key
.