وقوله - تعالى - : ( التي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة ) صفة أخرى من صفات هذه النار ، وقوله : ( تَطَّلِعُ ) من الاطلاع ، بمعنى الوصول إلى الشئ بسرعة ، والكشف عن خباياه ، والنفاذ إلى منتهاه .أى : سيلقى بهذا الشقى فى نار الله - تعالى - الموقدة ، التى تصل إلى أعماق الأفئدة والقلوب ، فتحيط بها ، وتنفذ إليها ، فتحرقها إحراقا تاما .وخصت الأفئدة التى هى القلوب بالذكر ، لأنها ألطف ما فى الأبدان وأشدها تألما بأدنى أذى يصيبها ، أو لأنها محل العقائد الزائفة ، والنيات الخبيثة ، ومنشأ الأعمال السيئة ، التى استحق هذا الهمزة اللمزة بسببها العقاب الشديد .