﴿يا أهْلَ الكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وأنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ ﴿يا أهْلَ الكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالباطِلِ وتَكْتُمُونَ الحَقَّ وأنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ .

التِفاتٌ إلى خِطابِ اليَهُودِ. والِاسْتِفْهامُ إنْكارِيٌّ. والآياتُ: المُعْجِزاتُ، ولِذَلِكَ قالَ ﴿وأنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ . وإعادَةُ نِدائِهِمْ بِقَوْلِهِ: ﴿يا أهْلَ الكِتابِ﴾ ثانِيَةً لِقَصْدِ التَّوْبِيخِ وتَسْجِيلِ باطِلِهِمْ عَلَيْهِمْ. ولَبْسُ الحَقِّ بِالباطِلِ تَلْبِيسُ دِينِهِمْ بِما أدْخَلُوا فِيهِ مِنَ الأكاذِيبِ والخُرافاتِ والتَّأْوِيلاتِ الباطِلَةِ، حَتّى ارْتَفَعَتِ الثِّقَةُ بِجَمِيعِهِ. وكِتْمانُ الحَقِّ يُحْتَمَلُ أنْ يُرادَ بِهِ كِتْمانُهم تَصْدِيقَ مُحَمَّدٍ ﷺ ويُحْتَمَلُ أنْ يُرادَ بِهِ كِتْمانُهم ما في التَّوْراةِ مِنَ الأحْكامِ الَّتِي أماتُوها وعَوَّضُوها بِأعْمالِ أحْبارِهِمْ وآثارِ تَأْوِيلاتِهِمْ، وهم يَعْلَمُونَها ولا يَعْمَلُونَ بِها.