﴿ولِلَّهِ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشاءُ ويُعَذِّبُ مَن يَشاءُ واللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ .

صفحة ٨٤

تَذْيِيلٌ لِقَوْلِهِ ﴿أوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمُ أوْ يُعَذِّبَهُمْ﴾ [آل عمران: ١٢٨] مُشِيرٌ إلى أنَّ هَذَيْنِ الحالَيْنِ عَلى التَّنْوِيعِ بَيْنَ المُشْرِكِينَ، ولَمّا كانَ مَظِنَّةَ التَّطَلُّعِ لِمَعْرِفَةِ تَخْصِيصِ فَرِيقٍ دُونَ فَرِيقٍ، أوْ تَعْمِيمِ العَذابِ، ذَيَّلَهُ بِالحِوالَةِ عَلى إجْمالِ حَضْرَةِ الإطْلاقِ الإلَهِيَّةِ، لِأنَّ أسْرارَ تَخْصِيصِ كُلِّ أحَدٍ بِما يُعَيَّنُ لَهُ، أسْرارٌ خَفِيَّةٌ لا يَعْلَمُها إلّا اللَّهُ تَعالى، وكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خَلَقَ اللَّهُ.