﴿هَذا بَيانٌ لِلنّاسِ وهُدًى ومَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ .

تَذْيِيلٌ يَعُمُّ المُخاطَبِينَ الحاضِرِينَ ومَن يَجِيءُ بَعْدَهم مِنَ الأجْيالِ، والإشارَةُ إمّا إلى ما تَقَدَّمَ بِتَأْوِيلِ المَذْكُورِ، وإمّا إلى حاضِرٍ في الذِّهْنِ عِنْدَ تِلاوَةِ الآيَةِ وهو القُرْآنُ.

صفحة ٩٨

والبَيانُ: الإيضاحُ وكَشْفُ الحَقائِقِ الواقِعَةِ. والهُدى: الإرْشادُ إلى ما فِيهِ خَيْرُ النّاسِ في الحالِ والِاسْتِقْبالِ. والمَوْعِظَةُ: التَّحْذِيرُ والتَّخْوِيفُ. فَإنْ جَعَلْتَ الإشارَةَ إلى مَضْمُونِ قَوْلِهِ ﴿قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكم سُنَنٌ﴾ [آل عمران: ١٣٧] الآيَةَ فَإنَّها بَيانٌ لِما غَفَلُوا عَنْهُ مِن عَدَمِ التَّلازُمِ بَيْنَ النَّصْرِ وحُسْنِ العاقِبَةِ، ولا بَيْنَ الهَزِيمَةِ وسُوءِ العاقِبَةِ، وهي هُدًى لَهم لِيَنْتَزِعُوا المُسَبَّباتِ مِن أسْبابِها، فَإنَّ سَبَبَ النَّجاحِ حَقًّا هو الصَّلاحُ والِاسْتِقامَةُ، وهي مَوْعِظَةٌ لَهم لِيَحْذَرُوا الفَسادَ ولا يَغْتَرُّوا كَما اغْتَرَّ عادٌ إذْ قالُوا ﴿مَن أشَدُّ مِنّا قُوَّةً﴾ [فصلت: ١٥] .