Welcome to the Tafsir Tool!
This allows users to review and suggest improvements to the existing tafsirs.
If you'd like to contribute to improving this tafsir, simply click the Request Access button below to send a request to the admin. Once approved, you'll be able to start suggesting improvements to this tafsir.
صفحة ٣٢٠
﴿وإذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إلّا إبْلِيسَ أبى﴾هَذا بَيانٌ لِجُمْلَةِ ﴿ولَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِن قَبْلُ﴾ [طه: ١١٥] إلى آخِرِها، فَكانَ مُقْتَضى الظّاهِرِ أنْ لا يَكُونَ مَعْطُوفًا بِالواوِ بَلْ أنْ يَكُونَ مَفْصُولًا، فَوُقُوعُ هَذِهِ الجُمْلَةِ مَعْطُوفَةً اهْتِمامٌ بِها؛ لِتَكُونَ قِصَّةٌ مُسْتَقِلَّةٌ فَتَلْفِتَ إلَيْها أذْهانَ السّامِعِينَ، فَتَكُونَ الواوُ عاطِفَةً قِصَّةَ آدَمَ عَلى قِصَّةِ مُوسى عَطْفًا عَلى قَوْلِهِ: ﴿وهَلْ أتاكَ حَدِيثُ مُوسى إذْ رَأى نارًا﴾ [طه: ٩]، ويَكُونَ التَّقْدِيرُ: واذْكُرْ إذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ، وتَكُونَ جُمْلَةُ ﴿ولَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِن قَبْلُ﴾ [طه: ١١٥] تَذْيِيلًا لِقِصَّةِ هارُونَ مَعَ السّامِرِيِّ، وقَوْلُهُ: ”مِن قَبْلُ“ أيْ مِن قَبْلِ هارُونَ. والمَعْنى: أنَّ هارُونَ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَزْمٌ في الحِفاظِ عَلى ما عَهِدَ إلَيْهِ مُوسى، وانْتَهَتِ القِصَّةُ بِذَلِكَ التَّذْيِيلِ، ثُمَّ عَطَفَ عَلى قِصَّةِ مُوسى قِصَّةَ آدَمَ تَبَعًا لِقَوْلِهِ: ﴿كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِن أنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ﴾ [طه: ٩٩] .