﴿وكَذَلِكَ أنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وأنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ﴾

لَمّا تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الآياتُ تَبْيِينَ أحْوالِ النّاسِ تُجاهَ دَعْوَةِ الإسْلامِ بِما لا يَبْقى بَعْدَهُ التِباسٌ عُقِّبَتْ بِالتَّنْوِيهِ بِتَبْيِينِها؛ بِأنْ شُبِّهَ ذَلِكَ التَّبْيِينُ بِنَفْسِهِ كِنايَةً عَنْ بُلُوغِهِ الغايَةَ في جِنْسِهِ بِحَيْثُ لا يُلْحَقُ بِأوْضَحَ مِنهُ، أيْ مِثْلَ هَذا الإنْزالِ أنْزَلْنا القُرْآنَ آياتٍ بَيِّناتٍ. فالجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلى الجُمَلِ الَّتِي قَبْلَها عَطْفُ غَرَضٍ عَلى غَرَضٍ والمُناسَبَةُ ظاهِرَةٌ، فَهي اسْتِئْنافٌ ابْتِدائِيٌّ. وعُطِفَ عَلى التَّنْوِيهِ

صفحة ٢٢٢

تَعْلِيلُ إنْزالِهِ كَذَلِكَ بِأنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ هَدْيَهُ أيْ بِالقُرْآنِ. فَلامُ التَّعْلِيلِ مَحْذُوفَةٌ. وحَذْفُ حَرْفِ الجَرِّ مَعَ (أنْ) مُطَّرِدٌ.