Welcome to the Tafsir Tool!
This allows users to review and suggest improvements to the existing tafsirs.
If you'd like to contribute to improving this tafsir, simply click the Request Access button below to send a request to the admin. Once approved, you'll be able to start suggesting improvements to this tafsir.
﴿ومَن يُطِعِ اللَّهَ ورَسُولَهُ ويَخْشَ اللَّهَ ويَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفائِزُونَ﴾
(الواوُ) اعْتِراضِيَّةٌ أوْ عاطِفَةٌ عَلى جُمْلَةِ (﴿وأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ [النور: ٥١]) . والتَّقْدِيرُ: وهُمُ الفائِزُونَ. فَجاءَ نَظْمُ الكَلامِ عَلى هَذا الإطْنابِ لِيَحْصُلَ تَعْمِيمُ الحُكْمِ
صفحة ٢٧٦
والمَحْكُومِ عَلَيْهِ. ومَوْقِعُ هَذِهِ الجُمْلَةِ مَوْقِعُ تَذْيِيلٍ؛ لِأنَّها تَعُمُّ ما ذُكِرَ قَبْلَها مِن قَوْلِ المُؤْمِنِينَ: (﴿سَمِعْنا وأطَعْنا﴾ [النور: ٥١]) وتَشْمَلُ غَيْرَهُ مِنَ الطّاعاتِ بِالقَوْلِ أوْ بِالفِعْلِ.و(مِن) شَرْطِيَّةٌ عامَّةٌ، وجُمْلَةُ (فَأُولَئِكَ) جَوابُ الشَّرْطِ. والفَوْزُ: الظَّفَرُ بِالمَطْلُوبِ الصّالِحِ. والطّاعَةُ: امْتِثالُ الأوامِرِ واجْتِنابُ النَّواهِي.
والخَشْيَةُ: الخَوْفُ. وهي تَتَعَلَّقُ بِالخُصُوصِ بِما عَسى أنْ يَكُونَ قَدْ فَرَّطَ فِيهِ مِنَ التَّكالِيفِ عَلى أنَّها تَعُمُّ التَّقْصِيرَ كُلَّهُ.
والتَّقْوى: الحَذَرُ مِن مُخالَفَةِ التَّكالِيفِ في المُسْتَقْبَلِ.
فَجَمَعَتِ الآيَةُ أسْبابَ الفَوْزِ في الآخِرَةِ وأيْضًا في الدُّنْيا.
وصِيغَةُ الحَصْرِ لِلتَّعْرِيضِ بِالَّذِينِ أعْرَضُوا إذا دُعُوا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ وهي عَلى وِزانِ صِيغَةِ القَصْرِ الَّتِي تَقَدَّمَتْها.