﴿إنَّ في ذَلِكَ لَآيَةً وما كانَ أكْثَرُهم مُؤْمِنِينَ﴾ ﴿وإنَّ رَبَّكَ لَهْوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ .

تَقَدَّمَ القَوْلُ في نَظِيرِهِ آنِفًا قَبْلَ قِصَّةِ مُوسى، وكانَتْ هَذِهِ القِصَّةُ آيَةً؛ لِأنَّها دالَّةٌ عَلى أنَّ ذَلِكَ الِانْقِلابَ العَظِيمَ في أحْوالِ الفَرِيقَيْنِ الخارِجَ عَنْ مُعْتادِ تَقَلُّباتِ الدُّوَلِ والأُمَمِ دَلِيلٌ عَلى أنَّهُ تَصَرُّفٌ إلَهِيٌّ خاصٌّ أيَّدَ بِهِ رَسُولَهُ وأُمَّتَهُ وخَضَّدَ بِهِ شَوْكَةَ أعْدائِهِمْ ومَن كَفَرُوا بِهِ، فَهو آيَةٌ عَلى عَواقِبِ تَكْذِيبِ رُسُلِ اللَّهِ مَعَ ما تَتَضَمَّنُهُ القِصَّةُ مِن دَلائِلِ التَّوْحِيدِ.

ووَجْهُ تَذْيِيلِ كُلِّ اسْتِدْلالٍ مِن دَلائِلِ الوَحْدانِيَّةِ وصِدْقِ الرُّسُلِ في هَذِهِ السُّورَةِ بِجُمْلَةِ (﴿إنَّ في ذَلِكَ لَآيَةً﴾) إلى آخِرِها تَقَدَّمَ في طالِعَةِ هَذِهِ السُّورَةِ.