﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ المُرْسَلِينَ﴾ ﴿إذْ قالَ لَهم أخُوهم لُوطٌ ألا تَتَّقُونَ﴾ ﴿إنِّي لَكم رَسُولٌ أمِينٌ﴾ ﴿فاتَّقُوا اللَّهَ وأطِيعُونِ﴾ ﴿وما أسْألُكم عَلَيْهِ مِن أجْرٍ إنَّ أجْرِيَ إلّا عَلى رَبِّ العالَمِينَ﴾ .

القَوْلُ في مَوْقِعِها كالقَوْلِ في سابِقَتِها، والقَوْلُ في تَفْسِيرِها كالقَوْلِ في نَظِيرَتِها.

وجَعَلَ لُوطًا أخًا لِقَوْمِهِ ولَمْ يَكُنْ مِن نَسَبِهِمْ، وإنَّما كانَ نَزِيلًا فِيهِمْ إذْ كانَ قَوْمُ لُوطٍ مَن أهْلِ فِلَسْطِينَ مِنَ الكَنْعانِيِّينَ وكانَ لُوطٌ عِبْرانِيًّا وهو ابْنُ أخِي إبْراهِيمَ ولَكِنَّهُ لَمّا اسْتَوْطَنَ بِلادَهم وعاشَرَ فِيهِمْ وحالَفَهم وظاهَرَهم جُعِلَ أخًا لَهم كَقَوْلِ سُحَيْمٍ عَبْدِ بَنِي الحَسْحاسِ:

أخُوكم ومَوْلى خَيْرِكم وحَلِيفُكم ومَن قَدْ ثَوى فِيكم وعاشَرَكم دَهْرًا

يَعْنِي نَفْسَهُ يُخاطِبُ مَوالِيَهُ بَنِي الحَسْحاسِ. وقالَ تَعالى في الآيَةِ الأُخْرى: ﴿وإخْوانُ لُوطٍ﴾ [ق: ١٣] . وهَذا مِن إطْلاقِ الأُخُوَّةِ عَلى مُلازَمَةِ الشَّيْءِ ومُمارَسَتِهِ كَما قالَ:

أخُو الحَرْبِ لَبّاسًا إلَيْها جِلالَها ∗∗∗ إذا عَدِمُوا زادًا فَإنَّكَ عَـاقِـرُ

وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿إنَّ المُبَذِّرِينَ كانُوا إخْوانَ الشَّياطِينِ﴾ [الإسراء: ٢٧] .