صفحة ٢٣٩

﴿ووَهَبْنا لَهُ إسْحاقَ ويَعْقُوبَ وجَعَلْنا في ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوءَةَ والكِتابَ﴾

هَذا الكَلامُ عُقِّبَتْ بِهِ قِصَّةُ إبْراهِيمَ تِبْيانًا لِفَضْلِهِ، إذْ لا عَلاقَةَ لَهُ بِالقِصَّةِ. والظّاهِرُ أنْ يَكُونَ المُرادُ بِـ وهَبْنا، وجَعَلَنا الإعْلامَ بِذَلِكَ فَيَكُونُ مِن تَمامِ القِصَّةِ كَما في سُورَةِ هُودٍ. وتَقَدَّمَ نَظِيرُ هَذِهِ الآيَةِ في الأنْعامِ في ذِكْرِ فَضائِلِ إبْراهِيمَ. والكِتابُ مُرادٌ بِهِ الجِنْسُ، فالتَّوْراةُ والإنْجِيلُ والزَّبُورُ والقُرْآنُ كُتُبٌ نَزَلَتْ في ذُرِّيَّةِ إبْراهِيمَ.

* * *

﴿وآتَيْناهُ أجْرَهُ في الدُّنْيا وإنَّهُ في الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ﴾

جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أجْرَيْنِ: أجْرًا في الدُّنْيا بِنَصْرِهِ عَلى أعْدائِهِ وبِحُسْنِ السُّمْعَةِ وبَثِّ التَّوْحِيدِ ووَفْرَةِ النَّسْلِ، وأجْرًا في الآخِرَةِ وهو كَوْنُهُ في زُمْرَةِ الصّالِحِينَ، والتَّعْرِيفُ لِلْكَمالِ، أيْ مِن كُمْلِ الصّالِحِينَ.