﴿ولَئِنْ سَألْتَهم مَن خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أكْثَرُهم لا يَعْلَمُونَ﴾

عَطْفٌ عَلى جُمْلَةِ ﴿وإذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا﴾ [لقمان: ٢١] بِاعْتِبارِ أنَّ ما وجَدُوا عَلَيْهِ آباءَهم هو الإشْراكُ مَعَ اللَّهِ في الإلَهِيَّةِ، وإنْ سَألَهم سائِلٌ: مَن خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ يَقُولُوا خَلْقَهُنَّ اللَّهُ، وذَلِكَ تَسْخِيفٌ لِعُقُولِهِمُ الَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ الإقْرارِ لِلَّهِ بِالخَلْقِ وبَيْنَ اعْتِقادِ إلَهِيَّةِ غَيْرِهِ.

والمُرادُ بِالسَّماواتِ والأرْضِ: ما يَشْمَلُ ما فِيها مِنَ المَخْلُوقاتِ ومِن بَيْنِ ذَلِكَ حِجارَةُ الأصْنامِ، وتَقَدَّمَ نَظِيرُها في سُورَةِ العَنْكَبُوتِ. وعَبَّرَ هُنا بِـ (لا يَعْلَمُونَ) وفي سُورَةِ العَنْكَبُوتِ بِـ (لا يَعْقِلُونَ) تَفَنُّنًا في المُخالَفَةِ بَيْنَ القِصَّتَيْنِ مَعَ اتِّحادِ المَعْنى.