Welcome to the Tafsir Tool!
This allows users to review and suggest improvements to the existing tafsirs.
If you'd like to contribute to improving this tafsir, simply click the Request Access button below to send a request to the admin. Once approved, you'll be able to start suggesting improvements to this tafsir.
﴿وبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ بِأنَّ لَهم مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا﴾ عَطْفٌ عَلى جُمْلَةِ إنّا أرْسَلْناكَ عَطَفَ الإنْشاءَ عَلى الخَبَرِ لا مَحالَةَ وهي أوْضَحُ دَلِيلٍ عَلى صِحَّةِ عَطْفِ الإنْشاءِ عَلى الخَبَرِ إذْ لا يَتَأتّى فِيها تَأْوِيلٌ مِمّا تَأوَّلَهُ المانِعُونَ لِعَطْفِ الإنْشاءِ عَلى الخَبَرِ وهُمُ الجُمْهُورُ والزَّمَخْشَرِيُّ، والتَّفْتَزانِيُّ مِمّا سَنَذْكُرُهُ إنْ شاءَ اللَّهُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتُجاهِدُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [الصف: ١١] إلى قَوْلِهِ ﴿وبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ﴾ [الصف: ١٣] في سُورَةِ الصَّفِّ، فالجُمْلَةُ المَعْطُوفُ عَلَيْها إخْبارٌ عَنِ النَّبِيءِ ﷺ بِأنَّهُ أرْسَلَهُ مُتَلَبِّسًا بِتِلْكَ الصِّفاتِ الخَمْسَةِ. وهَذا أمَرٌ لَهُ بِالعَمَلِ بِصِفَةِ المُبَشِّرِ، فَلِاخْتِلافِ مَضْمُونِ الجُمْلَتَيْنِ عُطِفَتْ هَذِهِ عَلى الأُولى.
والفَضْلُ: العَطاءُ الَّذِي يَزِيدُهُ المُعْطِي زِيادَةً عَلى العَطِيَّةِ. فالفَضْلُ كِنايَةٌ عَنِ العَطِيَّةِ أيْضًا؛ لِأنَّهُ لا يَكُونُ فَضْلًا إلّا إذا كانَ زائِدًا عَلى العَطِيَّةِ. والمُرادُ أنَّ لَهم ثَوابَ أعْمالِهِمُ المَوْعُودَ بِها وزِيادَةً مِن عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ تَعالى:
﴿لِلَّذَيْنِ احْسَنُوا الحُسْنى وزِيادَةٌ﴾ [يونس: ٢٦] .
ووَصْفُ (كَثِيرًا) مُسْتَعارٌ لِلْفائِقِ في نَوْعِهِ. قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: قالَ لِي أبِي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: هَذِهِ أرْجى آيَةٍ عِنْدِي في كِتابِ اللَّهِ لِأنَّ اللَّهَ قَدْ أمَرَ نَبِيَّهُ أنْ يُبَشِّرَ المُؤْمِنِينَ بِأنَّ لَهم عِنْدَهُ فَضْلًا كَبِيرًا. وقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ تَعالى الفَضْلَ الكَبِيرَ ما هو في قَوْلِهِ (﴿والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ في رَوْضاتِ الجَنّاتِ لَهم ما يَشاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هو الفَضْلُ الكَبِيرُ﴾ [الشورى: ٢٢]) فالآيَةُ الَّتِي في هَذِهِ السُّورَةِ خَبَرٌ، والآيَةُ الَّتِي في (حم عسق) تَفْسِيرٌ لَها اهـ.