Welcome to the Tafsir Tool!
This allows users to review and suggest improvements to the existing tafsirs.
If you'd like to contribute to improving this tafsir, simply click the Request Access button below to send a request to the admin. Once approved, you'll be able to start suggesting improvements to this tafsir.
﴿وسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهم إلى الجَنَّةِ زُمَرًا حَتّى إذا جاءُوها وفُتِّحَتْ أبْوابُها وقالَ لَهم خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكم طِبْتُمْ فادْخُلُوها خالِدِينَ﴾ .
أُطْلِقَ عَلى تَقْدِمَةِ المُتَّقِينَ إلى الجَنَّةِ فِعْلُ السُّوقِ عَلى طَرِيقَةِ المُشاكَلَةِ لِ (سِيقَ) الأوَّلِ، والمُشاكَلَةُ مِنَ المُحَسِّناتِ، وهي عِنْدَ التَّحْقِيقِ مِن قَبِيلِ الِاسْتِعارَةِ الَّتِي لا عَلاقَةَ لَها إلّا المُشابَهَةُ الجُمْلِيَّةُ الَّتِي تَحْمِلُ عَلَيْها مُجانَسَةُ اللَّفْظِ.
وجَعْلُهم زُمَرًا بِحَسَبَ مَراتِبِ التَّقْوى.
والواوُ في جُمْلَةِ ﴿وفُتِحَتْ أبْوابُها﴾ واوُ الحالِ، أيْ حِينَ جاءُوها وقَدْ فُتِّحَتْ
صفحة ٧٢
أبْوابُها فَوَجَدُوا الأبْوابَ مَفْتُوحَةً عَلى ما هو الشَّأْنُ في اقْتِبالِ أهْلِ الكَرامَةِ.وقَدْ وهِمَ في هَذِهِ الواوِ بَعْضُ النُّحاةِ مِثْلُ ابْنِ خالَوَيْهِ والحَرِيرِيِّ وتَبِعَهُما الثَّعْلَبِيُّ في تَفْسِيرِهِ فَزَعَمُوا أنَّها واوٌ تَدْخُلُ عَلى ما هو ثامِنٌ إمّا لِأنَّ فِيهِ مادَّةَ ثَمانِيَةٍ كَقَوْلِهِ ﴿ويَقُولُونَ سَبْعَةٌ وثامِنُهم كَلْبُهُمْ﴾ [الكهف: ٢٢]، فَقالُوا في ﴿وفُتِحَتْ أبْوابُها﴾ جِيءَ بِالواوِ لِأنَّ أبْوابَ الجَنَّةِ ثَمانِيَةٌ، وإمّا لِأنَّهُ ثامِنٌ في التَّعْدادِ نَحْوَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿التّائِبُونَ العابِدُونَ﴾ [التوبة: ١١٢] إلى قَوْلِهِ ﴿والنّاهُونَ عَنِ المُنْكَرِ﴾ [التوبة: ١١٢] فَإنَّهُ الوَصْفُ الثّامِنُ في التَّعْدادِ ووُقُوعُ هَذِهِ الواواتِ مُصادَفَةٌ غَرِيبَةٌ، وتَنَبُّهُ أُولَئِكَ إلى المُصادَفَةِ تَنَبُّهٌ لِطَيْفٌ ولَكِنَّهُ لا طائِلَ تَحْتَهُ في مَعانِي القُرْآنِ بَلْهَ بَلاغَتِهِ، وقَدْ زَيَّنَهُ ابْنُ هِشامٍ في مُغَنِي اللَّبِيبِ، وتَقَدَّمَ الكَلامُ عَلَيْها عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ”﴿التّايِبُونَ العابِدُونَ﴾ [التوبة: ١١٢]“ في سُورَةِ التَّوْبَةِ وعِنْدَ قَوْلِهِ ﴿ويَقُولُونَ سَبْعَةٌ وثامِنُهم كَلْبُهُمْ﴾ [الكهف: ٢٢] في سُورَةِ الكَهْفِ.
و(إذا) هُنا لِمُجَرَّدِ الزَّمانِ غَيْرُ مُضَمَّنَةٍ مَعْنى الشَّرْطِ، فالتَّقْدِيرُ: حَتّى زَمَنِ مَجِيئِهِمْ إلى أبْوابِ الجَنَّةِ، أيْ خَلَّتْهُمُ المَلائِكَةُ المُوَكَّلُونَ بِإحْفافِهِمْ عِنْدَ أبْوابِ الجَنَّةِ، كَحالَةِ مَن يَهْدِي العَرُوسَ إلى بَيْتِها فَإذا أبْلَغَها بابَهُ خَلّى بَيْنَها وبَيْنَ بَيْتِها، كَأنَّهم يَقُولُونَ: هَذا مَنزِلُكم فَدُونَكُمُوهُ، فَتَلَقَّتْهم خَزَنَةُ الجَنَّةِ بِالسَّلامِ.
و(طِبْتُمْ) دُعاءٌ بِالطِّيبِ لَهم، أيِ التَّزْكِيَةِ، وطِيبِ الحالَةِ، والجُمْلَةُ إنْشاءُ تَكْرِيمٍ ودُعاءٍ.
والخِلافُ بَيْنَ القُرّاءِ في (فُتِّحَتْ) هُنا كالخِلافِ في نَظِيرِهِ المَذْكُورِ آنِفًا.