Welcome to the Tafsir Tool!
This allows users to review and suggest improvements to the existing tafsirs.
If you'd like to contribute to improving this tafsir, simply click the Request Access button below to send a request to the admin. Once approved, you'll be able to start suggesting improvements to this tafsir.
﴿ذَلِكَ بِأنَّ اللَّهَ مَوْلى الَّذِينَ آمَنُوا وأنَّ الكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ﴾ أُعِيدَ اسْمُ الإشارَةِ لِلْوَجْهِ الَّذِي تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ ﴿ذَلِكَ بِأنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الباطِلَ﴾ [محمد: ٣] وقَوْلِهِ ﴿ذَلِكَ ولَوْ يَشاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنهُمْ﴾ [محمد: ٤] .
واسْمُ الإشارَةِ مُنْصَرِفٌ إلى مَضْمُونِ قَوْلِهِ ﴿ولِلْكافِرِينَ أمْثالُها﴾ [محمد: ١٠] بِتَأْوِيلِ: ذَلِكَ المَذْكُورِ، لِأنَّهُ يَتَضَمَّنُ وعِيدًا لِلْمُشْرِكِينَ بِالتَّدْمِيرِ، وفي تَدْمِيرِهِمُ انْتِصارٌ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلى ما لَقُوا مِنهم مِنَ الأضْرارِ، فَأُفِيدَ أنَّ ما تَوَعَّدَهُمُ اللَّهُ بِهِ مُسَبَّبٌ عَلى أنَّ اللَّهَ نَصِيرُ الَّذِينَ آمَنُوا وهو المَقْصُودُ مِنَ التَّعْلِيلِ وما بَعْدَهُ تَتْمِيمٌ.
صفحة ٨٩
والمَوْلى هُنا: الوَلِيُّ والنّاصِرُ. والمَعْنى: أنَّ اللَّهَ يَنْصُرُ الَّذِينَ يَنْصُرُونَ دِينَهُ وهُمُ الَّذِينَ آمَنُوا ولا يَنْصُرُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِهِ، فَأشْرَكُوا مَعَهُ في إلَهِيَّتِهِ وإذا كانَ لا يَنْصُرُهم فَلا يَجِدُونَ نَصِيرًا لِأنَّهُ لا يَسْتَطِيعُ أحَدٌ أنْ يَنْصُرَهم عَلى اللَّهِ، فَنُفِيَ جِنْسُ المَوْلى لَهم بِهَذا المَعْنى مِن مَعانِي المَوْلى.فَقَوْلُهُ ﴿وأنَّ الكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ﴾ أفادَ شَيْئَيْنِ: أنَّ اللَّهَ لا يَنْصُرُهم، وأنَّهُ إذا لَمْ يَنْصُرُهم فَلا ناصِرَ لَهم، وأمّا إثْباتُ المَوْلى لِلْمُشْرِكِينَ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أشْرَكُوا مَكانَكُمْ﴾ [يونس: ٢٨] إلى قَوْلِهِ ﴿ورُدُّوا إلى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الحَقِّ﴾ [يونس: ٣٠] فَذَلِكَ المَوْلى بِمَعْنًى آخَرَ، وهو مَعْنى: المالِكِ والرَّبِّ، فَلا تَعارُضَ بَيْنِهِما.