﴿إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وهم كُفّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ هَذِهِ الآيَةُ تَكْمِلَةٌ لِآيَةِ ﴿إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وشاقُّوا الرَّسُولَ﴾ [محمد: ٣٢] إلَخْ لِأنَّ تِلْكَ مَسُوقَةٌ لِعَدَمِ الِاكْتِراثِ بِمَشاقِّهِمْ ولِبَيانِ أنَّ اللَّهَ مُبْطِلُ صَنائِعِهِمْ، وهَذِهِ مَسُوقَةٌ لِبَيانِ عَدَمِ انْتِفاعِهِمْ لِمَغْفِرَةِ اللَّهِ إذْ ماتُوا عَلى ما هم عَلَيْهِ مِنَ الكُفْرِ فَهي مُسْتَأْنَفَةٌ اسْتِئْنافًا ابْتِدائِيًّا.

واقْتِرانُ خَبَرِ المَوْصُولِ بِالفاءِ إيماءٌ إلى أنَّهُ أشْرَفُ مَعْنى الشَّرْطِ فَلا يُرادُ بِهِ ذُو صِلَةٍ مُعَيَّنٌ بَلِ المُرادُ كُلُّ مَن تَحَقَّقَتْ فِيهِ ماهِيَّةُ الصِّلَةِ وهي الكُفْرُ والمَوْتُ عَلى الكُفْرِ.