﴿ولِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ والأرْضِ وكانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾

هَذا نَظِيرُ ما تَقَدَّمَ آنِفًا إلّا أنَّ هَذا أُوثِرَ بِصِفَةِ عَزِيزٍ دُونَ عَلِيمٍ لِأنَّ المَقْصُودَ مِن ذِكْرِ الجُنُودِ هُنا الإنْذارُ والوَعِيدُ بِهَزائِمَ تَحِلُّ بِالمُنافِقِينَ والمُشْرِكِينَ فَكَما ذُكِرَ ﴿ولِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ والأرْضِ﴾ فِيما تَقَدَّمَ لِلْإشارَةِ إلى أنَّ نَصْرَ النَّبِيءِ ﷺ يَكُونُ بِجُنُودِ المُؤْمِنِينَ وغَيْرِهِما، ذِكْرُ ما هُنا لِلْوَعِيدِ بِالهَزِيمَةِ فَمُناسِبَةُ صِفَةِ عَزِيزٍ، أيْ لا يَغْلِبُهُ غالِبٌ.