﴿فَكَيْفَ كانَ عَذابِي ونُذُرِ﴾ .

تَفْرِيعٌ عَلى القِصَّةِ بِما تَضَمَّنَتْهُ مِن قَوْلِهِ ﴿فَفَتَحْنا أبْوابَ السَّماءِ﴾ [القمر: ١١] إلى آخِرِهِ. وكَيْفَ لِلِاسْتِفْهامِ عَنْ حالَةِ العَذابِ. وهو عَذابُ قَوْمِ نُوحٍ بِالطُّوفانِ. والِاسْتِفْهامُ مُسْتَعْمَلٌ في التَّعْجِيبِ مِن شِدَّةِ هَذا العَذابِ المَوْصُوفِ. والجُمْلَةُ في مَعْنى التَّذْيِيلِ وهو تَعْرِيضٌ بِتَهْدِيدِ المُشْرِكِينَ أنْ يُصِيبَهم عَذابٌ جَزاءَ تَكْذِيبِهِمُ الرَّسُولَ ﷺ وإعْراضِهِمْ وأذاهم كَما أصابَ قَوْمَ نُوحٍ.

وحُذِفَ ياءُ المُتَكَلِّمِ مِن (نُذُرِ) وأصْلُهُ: نُذُرِي. وحَذْفُها في الكَلامِ في الوَقْفِ فَصِيحٌ وكَثُرَ في القُرْآنِ عِنْدَ الفَواصِلِ.

والنُّذُرُ: جَمْعُ نَذِيرٍ الَّذِي هو اسْمُ مَصْدَرِ أنْذَرَ كالنِّذارَةِ وتَقَدَّمَ آنِفًا في هَذِهِ السُّورَةِ، وإنَّما جُمِعَتْ لِتَكَرُّرِ النِّذارَةِ مِنَ الرَّسُولِ لِقَوْمِهِ طَلَبًا لِإيمانِهِمْ.