﴿فَذُوقُوا عَذابِي ونُذُرِ﴾ تَفْرِيعُ قَوْلٍ مَحْذُوفٍ خُوطِبُوا بِهِ مُرادٌ بِهِ التَّوْبِيخَ؛ إمّا بِأنْ أُلْقِيَ في رَوْعِهِمْ عِنْدَ حُلُولِ العَذابِ، بِأنْ ألْقى اللَّهُ في أسْماعِهِمْ صَوْتًا.

والخِطابُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ أصابَهُمُ العَذابُ المُسْتَقِرُّ، وبِذَلِكَ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ الجُمْلَةُ تَكْرِيرًا. وحُذِفَتْ ياءُ المُتَكَلِّمِ مِن قَوْلِهِ ونُذُرِ تَخْفِيفًا.

والقَوْلُ في اسْتِعْمالِ الذَّوْقِ هُنا كالذَّوْقِ في سابِقِهِ.

وفائِدَةُ الإعْلامِ بِما قِيلَ لَهم مِن قَوْلِهِ ﴿فَذُوقُوا عَذابِي ونُذُرِ﴾ [القمر: ٣٧] في المَوْضِعَيْنِ أنْ يَتَجَدَّدَ عِنْدَ اسْتِماعِ كُلِّ نَبَإٍ مِن ذَلِكَ ادِّكارٌ لَهم واتِّعاظٌ وإيقاظٌ اسْتِيفاءً لِحَقِّ التَّذْكِيرِ القُرْآنِيِّ.