Welcome to the Tafsir Tool!
This allows users to review and suggest improvements to the existing tafsirs.
If you'd like to contribute to improving this tafsir, simply click the Request Access button below to send a request to the admin. Once approved, you'll be able to start suggesting improvements to this tafsir.
﴿لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ﴾ مَوْقِعُها كَمَوْقِعِ جُمْلَةِ ﴿لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطامًا﴾ [الواقعة: ٦٥] والمَعْنى: لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ غَيْرَ نافِعٍ لَكم. فَهَذا اسْتِدْلالٌ بِأنَّهُ قادِرٌ عَلى نَقْضِ ما في الماءِ مِنَ الصَّلاحِيَّةِ لِلنَّفْعِ بَعْدَ وُجُودِ صُورَةِ المائِيَّةِ فِيهِ. فَوِزانُ هَذا وِزانُ قَوْلِهِ ﴿نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ المَوْتَ﴾ [الواقعة: ٦٠] وقَوْلِهِ ﴿لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطامًا﴾ [الواقعة: ٦٥] .
وتَخَلَّصَ مِن هَذا التَّتْمِيمِ إلى الِامْتِنانِ بِقَوْلِهِ ﴿فَلَوْلا تَشْكُرُونَ﴾ تَحْضِيضًا لَهم عَلى الشُّكْرِ ونَبْذِ الكُفْرِ والشِّرْكِ.
وحُذِفَتُ اللّامُ الَّتِي شَأْنُها أنْ تَدْخُلَ عَلى جَوابِ لَوِ الماضِي المُثْبَتِ لِأنَّها لامٌ زائِدَةٌ لا تُفِيدُ إلّا التَّوْكِيدَ فَكانَ حَذْفُها إيجازًا لِلْكَلامِ.
صفحة ٣٢٥
وذَكَرَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الحَجَرِيُّ التُّونِسِيُّ في حاشِيَتِهِ عَلى شَرْحِ الأشْمُونِيِّ لِلْألْفِيَّةِ المُسَمّاةِ ”زَواهِرُ الكَواكِبِ“ عَنْ كِتابِ: ”البُرْهانُ في إعْجازِ القُرْآنِ“ هَذا الِاسْمُ سُمِّيَ بِهِ كِتابانِ أحَدُهُما لِكَمالِ الدِّينِ مُحَمَّدٍ المَعْرُوفِ بِابْنِ الزَّمْلَكانِيِّ والثّانِي لِابْنِ أبِي الأُصْبُعِ أنَّهُ قالَ: فَإنْ قِيلَ لِمَ أُكِّدَ الفِعْلُ بِاللّامِ في الزَّرْعِ ولَمْ يُؤَكَّدْ في الماءِ ؟ قُلْتُ: لِأنَّ الزَّرْعَ ونَباتَهُ وجَفافَهُ بَعْدَ النَّضارَةِ حَتّى يَعُودَ حُطامًا مِمّا يَحْتَمِلُ أنَّهُ مِن فِعْلِ الزّارِعِ أوْ أنَّهُ مِن سَقْيِ الماءِ، وجَفافُهُ مِن عَدَمِ السَّقْيِ، فَأخْبَرَ سُبْحانَهُ أنَّهُ الفاعِلُ لِذَلِكَ عَلى الحَقِيقَةِ وأنَّهُ قادِرٌ عَلى جَعْلِهِ حُطامًا في حالِ نُمُوِّهِ لَوْ شاءَ، وإنْزالُ الماءِ مِنَ السَّماءِ مِمّا لا يُتَوَهَّمُ أنَّ لِأحَدٍ قُدْرَةً عَلَيْهِ غَيْرَ اللَّهِ تَعالى اهـ.وحَذْفُ هَذِهِ اللّامِ قَلِيلٌ إلّا إذا وقَعَتْ لَوْ وشَرْطُها صِلَةَ المَوْصُولِ فَيَكْثُرُ حَذْفُ هَذِهِ اللّامِ لِلطُّولِ وهو الَّذِي جَزَمَ بِهِ ابْنُ مالِكٍ في التَّسْهِيلِ وتَبِعَهُ الرَّضِيُّ كَقَوْلِهِ تَعالى ﴿ولْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِن خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافًا خافُوا عَلَيْهِمْ﴾ [النساء: ٩] وإنْ قالَ المُرادِيُّ، والدَّمامِينِيُّ في شَرْحَيْهِما: إنَّ هَذا لا يُعْرَفُ لِغَيْرِ المُصَنِّفِ، قالَ الرَّضِيُّ: وكَذَلِكَ إذا طالَ الشَّرْطُ بِذِيُولِهِ كَقَوْلِهِ تَعالى ﴿ولَوْ أنَّ ما في الأرْضِ مِن شَجَرَةٍ أقْلامٌ والبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ﴾ [لقمان: ٢٦]، أيْ وأمّا في غَيْرِ ذَلِكَ فَحَذْفُ اللّامِ قَلِيلٌ ولَكِنَّهُ تَكَرَّرَ في القُرْآنِ في عِدَّةِ مَواضِعَ مِنها هَذِهِ الآيَةُ. ولِلْفَخْرِ كَلامٌ في ضابِطِ حَذْفِ هَذِهِ اللّامِ، لَيْسَ لَهُ تَمامٌ.