Welcome to the Tafsir Tool!
This allows users to review and suggest improvements to the existing tafsirs.
If you'd like to contribute to improving this tafsir, simply click the Request Access button below to send a request to the admin. Once approved, you'll be able to start suggesting improvements to this tafsir.
﴿ويْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾
حَمْلُ هَذِهِ الجُمْلَةِ عَنْ نَظائِرِها الآتِيَةِ في هَذِهِ السُّورَةِ يَقْتَضِي أنْ تُجْعَلَ اسْتِئْنافًا لِقَصْدِ تَهْدِيدِ المُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ القُرْآنَ، وتَهْوِيلُ يَوْمِ الفَصْلِ في نُفُوسِهِمْ لِيَحْذَرُوهُ، وهو مُتَّصِلٌ في المَعْنى بِجُمْلَةِ (﴿إنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ﴾ [المرسلات: ٧]) اتِّصالُ أجْزاءِ النَّظْمِ، فَمَوْقِعُ جُمْلَةِ (﴿ويْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾) ابْتِداءُ الكَلامِ، ومَوْقِعُ جُمْلَةِ (﴿إذا النُّجُومُ طُمِسَتِ﴾ [المرسلات: ٨]) التَّأخُّرُ، وإنَّما قُدِّمَتْ لِتُؤْذِنَ بِمَعْنى الشَّرْطِ. وقَدْ حَصَلَ مِن تَغْيِيرِ النَّظْمِ عَلى هَذا الوَجْهِ أنْ صارَتْ جُمْلَةُ (﴿ويْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾) بِمَنزِلَةِ التَّذْيِيلِ، فَحَصَلَ في هَذا النَّظْمِ أُسْلُوبٌ رائِعٌ، ومَعانٍ بَدائِعُ. وبَعْضُ المُفَسِّرِينَ جَعَلَ هَذِهِ الجُمْلَةَ جَوابَ (إذا)، أيْ يَتَعَلَّقُ (إذا) بِالِاسْتِقْرارِ الَّذِي في الخَبَرِ وهو لِلْمُكَذِّبِينَ. والتَّقْدِيرُ: إذا حَصَلَ كَذا وكَذا حَلَّ الوَيْلُ لِلْمُكَذِّبِينَ وهو كالبَيانِ لِقَوْلِهِ (﴿إنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ﴾ [المرسلات: ٧])، فَيَحْصُلُ تَأْكِيدُ الوَعِيدِ، ولا يَرِدُ عَلى هَذا عُرُوُّ الجَوابِ عَنِ الفاءِ الرّابِطَةِ لِلْجَوابِ لِأنَّ جَوابَ (إذا) جَوابٌ صُورِيٌّ وإنَّما هو مُتَعَلَّقُ (إذا) عُومِلَ مُعامَلَةَ الجَوابِ في المَعْنى.
ثُمَّ إنَّ هَذِهِ الجُمْلَةَ صالِحَةٌ لِمَعْنى الخَبَرِيَّةِ ولِمَعْنى الإنْشاءِ لِأنَّ تَرْكِيبَ (ويْلٌ لَهُ) يُسْتَعْمَلُ إنْشاءً بِكَثْرَةٍ.
والوَيْلُ: أشَدُّ السُّوءِ والشَّرِّ.
صفحة ٤٢٨
وعَلى جُمْلَةِ الأوَّلِ يَكُونُ المُرادُ بِالمُكَذِّبِينَ كَذَّبُوا بِالقُرْآنِ وعَلى الوَجْهِ الثّانِي في مَعْنى الجُمْلَةِ جَمِيعُ الَّذِينَ كَذَّبُوا الرُّسُلَ وجاءُوهم بِهِ، وبِذَلِكَ العُمُومِ أفادَتِ الجُمْلَةُ مُفادَ التَّذْيِيلِ، ويَشْمَلُ ذَلِكَ المُشْرِكِينَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالقُرْآنِ والبَعْثِ إذْ هُمُ المَقْصُودُ مِن هَذِهِ المَواعِظِ وهُمُ المُوَجَّهُ إلَيْهِمْ هَذا الكَلامُ فَخُوطِبُوا بِقَوْلِهِ (﴿إنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ﴾ [المرسلات: ٧]) .