﴿ويْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ هي عَلى الوَجْهِ الأوَّلِ في جُمْلَةِ (﴿إنَّ المُتَّقِينَ في ظِلالٍ وعُيُونٍ﴾ [المرسلات: ٤١]) تَكْرِيرٌ لِنَظائِرِها. واليَوْمُ المُضافُ إلى (إذْ) ذاتِ تَنْوِينِ العِوَضِ هو يَوْمُ صُدُورِ تِلْكَ المَقالَةِ.

وأمّا عَلى الوَجْهِ الثّانِي في جُمْلَةِ (﴿إنَّ المُتَّقِينَ في ظِلالٍ وعُيُونٍ﴾ [المرسلات: ٤١]) إلَخْ فَهي مُتَّصِلَةٌ بِتِلْكَ الجُمْلَةِ لِمُقابَلَةِ ذِكْرِ نَعِيمِ المُؤْمِنِينَ المُطْنَبِ في وصْفِهِ بِذِكْرِ ضِدِّهِ لِلْمُشْرِكِينَ بِإيجازٍ حاصِلٍ مِن كَلِمَةِ (ويْلٌ) لِتَحْصُلَ مُقابَلَةُ الشَّيْءِ بِضِدِّهِ ولِتَكُونَ هَذِهِ الجُمْلَةُ تَأْكِيدًا لِنَظائِرِها، واليَوْمُ المُضافُ إلى (إذْ) يَوْمٌ غَيْرُ مَذْكُورٍ ولَكِنَّهُ مِمّا يَقْتَضِيهُ كَوْنُ المُتَّقِينَ في ظِلالٍ وعُيُونٍ وفَواكِهَ لِيَعْلَمَ بِأنَّ ذَلِكَ يَكُونُ لَهم في يَوْمِ القِيامَةِ.