﴿ويْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ هَذِهِ الجُمْلَةُ مِثْلُ نَظِيرِها المُوالِيَةِ هي لَهُ، إذْ يَجُوزُ أنْ تَكُونَ مُتَّصِلَةً بِقَوْلِهِ (﴿وإذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ﴾ [المرسلات: ٤٨]) ويَكُونُ التَّعْبِيرُ بِـ ”المُكَذِّبِينَ“ إظْهارًا في مَقامِ الإضْمارِ لِقَصْدِ وصْفِهِمْ بِالتَّكْذِيبِ. والتَّقْدِيرُ: ويْلٌ يَوْمَئِذٍ لَهم أوْ لَكم فَهي تَهْدِيدٌ ناشِئٌ عَنْ جُمْلَةِ (﴿وإذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ﴾ [المرسلات: ٤٨])، ويَكُونُ اليَوْمُ المُشارُ إلَيْهِ بِـ (يَوْمَئِذٍ) الزَّمانُ الَّذِي يُفِيدُهُ (إذا) مِن قَوْلِهِ (﴿وإذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا﴾ [المرسلات: ٤٨]) الَّذِي يُجازى فِيهِ بِالوَيْلِ لِلْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ إذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ، أيْ لا يُؤْمِنُونَ، وتُفِيدُ مَعَ ذَلِكَ تَقْرِيرًا وتَأْكِيدًا لِنَظِيرِها المَذْكُورِ ثانِيًا في هَذِهِ السُّورَةِ.