وقوله ( فأولئك عَسَى الله أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ) . بيان لحكم هؤلاء المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا .أى : أن هؤلاء الذين قعدوا عن الهجرة لأعذار حالت بينهم وبينها ( عَسَى الله أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ) أى : يتجاوز عنهم بفضله ورحمته بسبب عدم استطاعتهم للهجرة .قال الجمل : وعسى ولعل فى كلام الله واجبتان ، وإن كانتا رجاء وطمعا فى كلام المخلوقين ، لأن المخلوق هو الذى تعرض له الشكوك والظنون . والبارى منزه عن ذلك ، وإذا أطمع - سبحانه - عبده وصله .وقال الآلوسى : وفى قوله ( عَسَى الله أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ) إيذان بأن ترك الهجرة أمر خطير حتى ان المضطر الذى تحقق عدم وجوبها عليه ينبغى له أن يعد تركها ذنبا ، ولا يأمن . ويترصد الفرصة ويعلق قلبه بها .وقوله ( وَكَانَ الله عَفُوّاً غَفُوراً ) تذييل مقرر لما قبله بأتم وجه أى وكان الله - تعالى - . وما زال كثير العفو عن عباده فيما يقعون فيه من تقصير ، كثير المغفرة لمن تاب إليه وأناب .