ثم عقب - سبحانه - ذلك ببيان حسن عاقبة المؤمنين ، الذين آمنوا بالله إيمانا حقا ، وابتعدوا عن كل مالا يرضيه فقال - سبحانه - : ( والذين آمَنُواْ . . . بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً ) .وقوله - تعالى - ( والذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات ) . معطوف على قوله - تعالى - قبل ذلك ، ( أولئك مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ) جريا على عادة القرآن فى تعقيب الإِنذار بالبشارة ، والوعيد بالوعد .أى : والذين آمنوا بالله إيمانا حقا ، وقدموا فى حياتهم الأعمال الصالحات ( سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ) أى : مقيمين فيها إقامة أبدية ( وَعْدَ الله حَقّاً ) أى : واقعا لا محالة ما وعد الله به عباده الصالحين من نعم بخلاف ما وعد الشيطان به أتباعه فإنه وعد كاذب باطل .وقوله ( وَعْدَ الله ) منصوب على المصدر المؤكد لمضمون جملة ( سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ) لأنها بمعناه فكأنه مؤكد لنفسه وقوله ( حَقّاً ) منصوب بفعل محذوف أى : حق ذلك حقا .والاستفهام فى قوله ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ الله قِيلاً ) للنفى . والقيل مصدر كالقول أى : هذا ما وعد الله به عباده المؤمنين ، وما وعد الله به عباده فهو متحقق الوقوع لا محالة ، لأنه لا أحد أصدق من الله قولا . فالجملة الكريمة تذييل قصد به تأكيد ما سبقه من وعد الله لعباده المؤمنين بالجنة .وقوله ( قِيلاً ) منصوب على أنه تمييز نسبة من قوله ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ الله )