ثم مضى القرآن فى دعوته إياهم إلى التدبر والتعقل فقال : ( إِنَّ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ) .أى : إن هذه الآصناف التى تعبدونها من دون الله ، أو تنادونها لدفع الضرب أو جلب النفع ( عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ) أى : مماثلة لكم فى كونها مملوكة لله مسخرة مذللة لقدرته كما أنكم أنتم كذلك فكيف تعبدونها أو تنادونها؟وأطلق عليها لفظ ( عِبَادٌ ) - مع أنها جماد - وفق اعتقادهم فيها تبكيتا لهم وتوبيخا .وقوله ( فادعوهم فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ ) تحقيق لمضمون ما قبله بتعجيزهم وتبكيتهم أى : فادعوهم فى رفع ما يصيبكم من ضر ، أو فى جلب ما أنتم فى حاجة إليه من نفع ( إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) فى زعمكم أن هذه الأصنام قادرة على ذلك .