ثم وجهت السورة الكريمة نداء ثانياً إلى المؤمنين ، أمرتهم بطاعة الله ورسوله ، ونهتهم عن التشبه بالكافرين وأمثالهم من المنافقين .فقال - تعالى - : ( ياأيها الذين . . . وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ ) .والمعنى : يأيها الذين آمنوا حق الإِيمان ، أطيعوا الله ورسوله فى كل أحوالكم ، ( وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ ) أى ولا تعرضوا عنه ، فإن فى إعراضكم عنه خسارة عظيمة لكم فى دنياكم وآخرتكم .قال الآلوسى : " وأعيد الضمير إليه - صلى الله عليه وسلم - ، لأن المقصود طاعته ، وذكر طاعة الله - تعالى - توطئة لطاعته ، وهى مستلزمة لطاعة الله - تعالى - ، لأنه مبلغ عنه ، فكان الراجع إليه - صلى الله عليه وسلم - كالراجع إلى الله - تعالى - " .وقوله : ( وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ) جملة حالية مسوقة لتأكيد وجوب الانتهاء عن التولى مطلقا ، لا لتقييد النهى عنه بحال السماع .