ثم أمر - سبحانه - بالتزود من العمل الصالح ، وحذر من الوقوع فى العمل السئ ، فقال - تعالى - : ( وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمؤمنون ) .أى : وقل - أيها الرسول الكريم - لهؤلاء التائبين وغيرهم ، قل لهم : اعملوا ما تشاءون من الأعمال ، فإن الله مطلع عليها ، وسيطلع رسوله والمؤمنون عليها كذلك .وخص - سبحانه - رسوله والمؤمنين بالذكر ، لأنهم هم الذين يهتم المخاطبون باطلاعهم .قال الآلوسى ما ملخصه : وقوله : ( فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ ) تعليل لما قبله ، أو تأكيد لما يستافد منه من الترغييب والترهيب ، والسين للتأكيد . . والمراد من رؤية الله العمل - عند جمع - الاطلاع عليه ، وعلمه علما جليا ، ونسبة ذلك للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين ، باعتبار ان الله - تعالى - لا يخفى ذلك عنهم ، بل يطلعهم عليه . . . . " .وقوله : ( وَسَتُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الغيب والشهادة فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) بيان لما سيكون عليه حالهم فى الآخرة .أى : وسترجعون بعد موتكم إلى الله - تعالى - الذى لا يخفى عليه شئ ، فينبئكم بما كنتم تعملونه فى الدنيا من خير أو شر ، وسيجازيكم بما تستحقونه من ثواب أو عقاب .