وقوله - سبحانه - ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ ) بيان للدواعى التى حملت إبراهيم - عليه السلام - على مجادلة الملائكة فى شأن إهلاك قوم لوط .والحليم : هو الصبور على الأذى ، الصفوح عن الجناية ، المقابل لها بالإِحسان .والأواه : هو الذى يكثر التأوه من خشية الله .قال الآلوسى : وأصل التأوه قوله : آه ونحوه مما يقوله المتوجع الحزين . وهو عند جماعة كناية عن كمال الرأفة ورقة القلب . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما عن عبد الله بن شداد قال رجل : يا الله ما الآواه؟ قال : " الخاشع المتضرع الكثير الدعاء "والمنيب : السريع الرجوع إلى الله - تعالى - بالتوبة والاستغفار .أى أن إبراهيم لصبور على الأذى ، صفوح عن الجناية ، كثير التضرع إلى الله ، سريع الرجوع إليه فى كل ما يحبه ويرضاه .