ثم حكى - سبحانه - فى نهاية القصة ما حل بهؤلاء المجريمن من عذاب فقال : ( فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ . مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظالمين بِبَعِيدٍ ) .أى : " فلما أمرنا " بإهلاك هؤلاء القوم المفسدين ( جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا ) أى : جعلنا أعلى بيوتهم أسفلها ، بأن قلبناها عليهم ، وهى عقوبة مناسبة لجريمتهم حيث قلبوا فطرتهم ، فأتوا الذكران من العالمين؛ وتركوا ما خلق لهم ربهم من أزواجهم . . .وقوله : ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ ) زيادة فى عقوبتهم ولعنهم .أى : جعلنا أعلى قراهم أسفلها ، وأمطرنا عليها حجارة ( مِّن سِجِّيلٍ ) أى : من حجر وطين مختلط ، قد تجحر وتصلب ( مَّنْضُودٍ ) أى : متتابع فى النزول بدون انقطاع موضوع بعد على بعض ، من النضد وهو وضع الأشياء بعضها إلى بعض .