ثم حكى - سبحانه - ما قالته الملائكة لإِدخال الطمأنينة على قلب إبراهيم فقال - تعالى - : ( قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ) .أى : قالت الملائكة لإِبراهيم على سبيل البشارة وإدخال السرور على قلبه : لا تخف منا يا إبراهيم ، إنا جئنا إليك لنبشرك بغلام ذى علم كثير بشريعة الله - تعالى - وبأوامره ونواهيه ، وهو إسحق - عليه السلام - .وجملة ( إنا نبشرك . . ) مستأنفة لتعليل النهى عن الوجل .وقد حكى - سبحانه - هنا أن البشارة كانت له ، وفى سورة هود أن البشارة كانت لامرأته ، ومعنى ذلك أنها كانت لهما معًا ، إما فى وقت واحد ، وإما فى وقتين متقاربين بأن بشروه هو أولاً ، ثم جاءت امرأته بعد ذلك فبشروها أيضًا ، ويشهد لذلك قوله - تعالى -( وامرأته قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ . . . ).