ثم ساق - سبحانه - بعد ذلك ما يدل على كمال قدرته ، وسعة عطائه فقال : ( كُلاًّ نُّمِدُّ هؤلاء وهؤلاء مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً ) ولفظ " كلا " هنا مفعول به للفعل نمد؛ والتنوين عوض عن المضاف إليه . أى : نمد كل واحد من الفريقين .وقوله ( نمد ) من الإِمداد بمعنى الزيادة . يقال : أمد القائد الجيش بالجند ، إذا زاده وقواه .والمراد باسم الإِشارة الأول ( هؤلاء ) : المؤثرون للعاجلة ، والمراد بالثانى الراغبون فى ثواب الآخرة .والمعنى : كلا من الفريقين نمده من فضلنا وإحساننا فنعطى ما نريد إعطاءه لمن يريد العاجلة ولمن يريد الآجلة دون أن ينقص مما عندنا شئ ، ودون أن يخرج عن مشيئتنا شئ .( وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ ) أيها الرسول الكريم ( محظورا ) أى : ممنوعا لا عن المؤمن ولا عن الكافر ، ولا فى الدنيا ولا فى الآخرة .من الحظر بمعنى المنع يقال : حظره يحظره - من باب قتل - فهو محظور ، أى : ممنوع .