وقوله - تعالى - : ( وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً ) معطوف على ( الحكم ) .أى : وأعطيناه الحكم صبياً ، وأعطيناه حنانا . . .قال القرطبى ما ملخصه : " الحنان ، الشفقة والرحمة والمحبة ، وهو فعل من أفعال النفس . . .وأصله : من حنان الناقة على ولدها . . . قال طرفة :أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعضوالمعنى : منحنا ( يايحيى ) الحكم صبيا ، ومنحناه من عندنا وحدنا رحمة عظيمة عليه ، ورحمة فى قلبه جعلته يعطف على غيره ، وأعطيناه كذلك زكاة أى : طهارة فى النفس ، أبعدته عن ارتكاب ما نهى الله عنه ، وجعلته سباقاً لفعل الخير ( وَكَانَ تَقِيّاً ) أى مطيعاً لنا فى كل ما نأمره به ، أو ننهاه عنه .