وقوله : ( كَذَلِكَ ) خبر لمبتدأ محذوف . أى : الأمر كذلك .وقوله ( وَأَوْرَثْنَاهَا بني إِسْرَائِيلَ ) أى : وأورثنا تلك الجنات والعيون والكنوز والمنازل الحسنى لبنى إسرائيل .قال الجمل : وقوله : ( وَأَوْرَثْنَاهَا ) أى : الجنات والعيون والكنوز لبنى إسرائيل ، وذلك أن الله - عز وجل - رد بنى إسرائيل إلى مصر بعد هلاك فرعون وقومه ، فأعطاهم جميع ما كان لفرعون وقومه من الأموال والمساكن الحسنة . . .والظاهر أن هذه الجملة اعتراضية ، وأن قوله - بعد ذلك - ( فَأَتْبَعُوهُم ) معطوف قوله - تعالى - : ( فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ) . . لأن إعطاء البساتين وما بعدها لبنى إسرائيل ، كان بعد هلاك فرعون وقومه .ومن العلماء من يرى أن بنى إسرائيل لم يعودوا لمصر بعد هلاك فرعون وقومه ، وأن الضمير فى قوله - تعالى - : ( وَأَوْرَثْنَاهَا ) إلى الجنات والعيون والكنوز التى أخرج الله - تعالى - منها فرعون وقومه ، بأن عاد موسى ومن معه إلى مصر - لفترة معينة - بعد هلاك فرعون وملئه ، ثم خرجوا منها بعد ذلم مواصلين سيرهم إلى الأرض المقدسة ، التى أمرهم موسى - عليه السلام - بدخولها .ولعل ما يؤيد ما نرجحه قوله - تعالى - : ( وَأَوْرَثْنَا القوم الذين كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرض وَمَغَارِبَهَا التي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحسنى على بني إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ ) وقوله - سبحانه - : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الذين استضعفوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوارثين وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرض وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ ).