ثم بين - سبحانه - ما كان عليه هؤلاء الكافرون من تناقض بين أقوالهم وأفعالهم فقال :( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ ) أيها الرسول الكريم - ( مَّنْ خَلَقَ السماوات ) وأوجدها على هذا النظام البديع .. ( لَيَقُولُنَّ ) فى الجواب ( الله ) أى : الله - تعالى - هو الذى خلقها ، وهو الذى أوجدهما .( قُلِ الحمد لِلَّهِ ) قل - أيها الرسول الكريم - الحمد لله - تعالى - وحده ، حيث اعترفتم بأن خالقهما هو الله ، وما دام الأمر كذلك ، فكيف أشركتم معه فى العبادة غيره؟ إن قولكم هذا الذى تؤيده الفطرة ، ليتنافى مع أنتم عليه من كفر وضلال .وقوله - سبحانه - ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) إضراب عن أقوالهم إلى بيان واقعهم ، أى : بل أكثرهم لا يعلمون الحقائق علما سليما ، وإنما هم يقولون بألسنتهم ، وما يتباين تباينا تاما مع أفعالهم ، وهذا شأن الجاهلين ، الذين انطمست بصائرهم . .