ثم بين - سبحانه - شيئا عن هذه الشجرة فقال : ( إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ) أى : إنا جعلنا هذه الشجرة محنة وابتلاء وامتحانا لهؤلاء الكافرين الظالمين ، لأنهم لما لما أخبرهم رسولنا صلى الله عليه وسلم بوجود هذه الشجرة فى النار . كذبوه واستهزأوا به ، فحق عليهم عذابنا بسبب هذا التكذيب والاستهزاء .قال القرطبى ما ملخصه قوله - تعالى - ( إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ) أى ، المشركين . وذلك أنهم قالوا . كيف تكون فى النار شجرة مع أن النار تحرق الشجر . . ؟وكان هذا القول جهلا منهم ، إذ لا يستحيل فى العقل أن يخلق الله فى النار شجرا من جنسها لا تأكله النار ، كما يخلق الله فيها الأغلال والقيود والحياة والعقارب .