ثم بين - سبحانه - المصير السيئ للجاحدين السابقين ليعتبر بهم اللاحقون فقال : ( قَدْ قَالَهَا الذين مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أغنى عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) .والضمير فى قوله ( قَالَهَا ) يعود إلى ما حكاه - سبحانه - عن هذا الإِنسان الجاحد من قوله : ( إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ ) .فهذه الكلمة قد قالها قارون عندما نصحه الناصحون ، فقد رد عليهم بقوله ( إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ عندي ) فكانت نهايته أن خسف الله به وبداره الأرض .أى : قد قال هذه الكلمة نهايته على الجحود والغرور ، بعض الأقوام الذين سبقوا قومك والذين يشبهونهم فى البطر والكنود ، فكانت نتيجة ذلك أن أخذهم الله - تعالى - أخذ عزيز مقتدر ، ولم ينفعهم شيئا ما جمعوه من حطام الدنيا ، وما اكتسبوه من متاعها .