وقوله : ( يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظالمين مَعْذِرَتُهُمْ ) أى : وننصرهم يوم القيامة يوم يقدم الظالمون أعذارهم لكى نعفو عنهم . فلا يقبل منهم عذر واحد ، لأنها أعذار ساقطة . وجاءت فى غير وقتها .ولا منافاة بين هذه الآية وبين قوله - تعالى - : ( وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) لأن المقصود منهما واحد . وهو أنهم ليس لهم عذر مقبول حتى يلتفت إليهم ، وإنما عذرهم مرفوض رفضا تاما .( وَلَهُمُ اللعنة ) من الله - تعالى - ومن عباده المؤمنين ( وَلَهُمْ ) - أيضا - ( سواء الدار ) وهى جهنم وسوؤها ما يسوء فيها من العذاب ، فالإِضافة من باب إضافة الصفة إلى الموصوف . أى : ولهم الدار السوءى .وفى هاتين الآيتين ما فيهما من البشارة السارة العظيمة للمؤمنين ومن الإِهانة التى ليس بعدها إهانة للكافرين .