ثم بين - سبحانه - فى أواخر هذه السورة الكريمة ، جانبا آخر من نعمه على عباده ، ووبخ الفاسقين على عدم اعتبارهم بأحوال من سبقهم من الأمم ، وهددهم بأنهم عند مجئ العذاب إليهم لن ينفعهم إيمانهم . . فقال - تعالى - :( الله الذي جَعَلَ . . . ) .قوله - تعالى - ( الله الذي جَعَلَ لَكُمُ الأنعام . . ) بيان لنعمة أخرى من نعمه التى تتعلق بما سخره - سبحانه - لخدمة الإِنسان من دواب ، بعد بيانه قبل لكثير من النعم التى تتعلق بالليل والنهار ، والسماء والأرض . . إلخ .والأنعام : جمع نعم ، وأطلق على الإِبل والبقر والغنم ، قالوا والمراد بها هنا : الإِبل خاصة؛ لأن معظم المنافع التى ذكرت هنا توجد فيها .أى : الله - تعالى - هو الذى خلق لكم بقدرته الإِبل ( لِتَرْكَبُواْ مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) أى لتركبوا بعضا منها ، ولتأكلوا بعضا آخر منها . فمن فى الموضعين للتبعيض .