وقد بين - سبحانه - أن إيمانهم هذا لن ينفعهم لأنه جاء فى غير وقته فقال ( فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ ) شيئا من النفع لأنه إيمان جاء عند معاينة العذاب ، والإِيمان الذى يدعى فى هذا الوقت لا قيمة له ، لأنه جاء فى وقت الاضطرار لافى وقت الاختيار .ولفظ " سنة " فى قوله - تعالى - : ( سُنَّتَ الله التي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ . . . ) منصوب على أنه مصدر مؤكد لفعل محذوف .أى : سن الله - تعالى - ذلك ، وهو عدم نفع الإِيمان عند حلول العذاب سنة ماضية فى الناس ، بحيث لا تتخلف فى أى زمان أو مكان .( وَخَسِرَ هُنَالِكَ الكافرون ) أى : فى هذا الوقت الذى ينزل الله - تعالى - فيه العذاب على الكافرين يخسرون كل شئ ، بحيث لا ينفعهم لا أموالهم ولا أولادهم ولا آلهتهم التى كانوا يتوهمون شفاعتها .وبعد : فهذا تفسير وسيط لسورة " غافر " نسأل الله - تعالى - أن يجعله خالصا لوجهه ، ونافعا لعباده :وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم -