ولكنهم استحبوا العمى على الهدى ، ولذا أكد القرآن وذلك فقال : ( ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ) .أى : كيف يتعظون والحال أنه قد جاءهم رسول عظيم الشأن ، وضح الحق أكمل توضيح . فما كان منهم بعد أن استمعوا إليه ، إلا الإِعراض عن دعوته ، ولم يكتفوا بهذا الإِعراض والصدود ، بل قالوا فى شأنه بجهالة وسوء أدب : ( مُعَلَّمٌ ) أى : إنسان يعلمه غيره من البشر ، وقالوا فى شأنه -أيضا - ( مَّجْنُونٌ ) أى : مختلط فى عقله .