ثم حكت السورة الكريمة بعد ذلك ما يدل على أن الله - تعالى - قد أجاب دعاء موسى - عليه السلام - ، وأنه - سبحانه - قد أرشده إلى ما يفعله فقال : ( فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ ) .قال الجمل : " قوله : ( فَأَسْرِ ) قرأ الجمهور بقطع الهمزة وقرأ نافع وابن كثير بوصلها ، وهما لغتان جيدتان : الأولى من أسريت والثانية من سريت . قال - تعالى - ( سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ ) وقال : ( والليل إِذَا يَسْرِ ) والإِسراء السير ليلا ، فذكر الليل - هنا تأكيد له بغير اللفظ - إذ الإِسراء والسرى : السير ليلا " .والكلام على تقدير القول ، أى : فقال الله - تعالى - على سبيل التعليم والإِرشاد : سر يا موسى ببنى إسرائيل وبمن آمن معك من القبط من مصر ، بقطع من الليل ( إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ ) من جهة فرعون وملئه ، متى علموا بخروجكم .