و ( إِنْ ) فى قوله - تعالى - : ( إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأولى ) نافية . أى : هؤلاء الكافرين ليقولن على سبيل الجزم والتكذيب للبعث : ما الموتة التى نموتها فى نهاية حايتنا الدنيوية ، إلا الموتة النهائية لا حياة بعدها ولا بعث نشور .ومرادهم من الأولى : السابقة المتقدمة على الموعد الذى يوعدونه للبعث والنشر .قال بعض العلماء : وذلك أنهم لما وعدوا بعد الحياة الدنيا حالتين أخريين .الأولى منها الموت ، والأخرى حياة البعث ، أثبتوا الحالة الأولى وهى الموت ، ونفوا ما بعدها .وسموها أولى مع أنهم اعتقدوا أنه لا شئ بعدها ، لأنهم نزلوا جحدهم على الإِثبات فجعلوها أولى على ما ذكرت لهم . .وقوله : ( وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ ) تأكيد لما سبقه . أى : قالوا ليس هنا من موت سوى الموت المزيل لحياتنا ، ثم لا بعث ولا حساب ولا نشور بعد ذلك .يقال : أنشر الله - تعالى - الموتى نشورا ، إذا أحياهم بعد موتهم ، فهم منشرون .