ثم أكد - سبحانه - عدم المساواة بين الفريقين فقال : ( وَخَلَقَ الله السماوات والأرض بالحق ) أى خلقهما خلقا ملتبسا بالحق الذى لا يحوم حوله باطل .وقوله ( ولتجزى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ) معطوف على مقدر يفهم من سياق الكلام .أى : خلقهما بالحق ليبرهن بذلك على وحدانيته وقدرته . ولتجزى كل نفس يوم القيامة بسبب ما اكتسبته من أعمال .ويصح أن يكون معطوفا على قوله ( بالحق ) . أى : خلقهما بالحق المقتضى للعدل بين العباد ، ولتجزى كل نفس بما كسبت ، فهو منعطف المسبب على السبب .( وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) أى : الخلائق المدلول عليهم بقوله ( كُلُّ نَفْسٍ ) لا يلحقهم شيئ من الظلم يوم القيامة ، لأن الله - تعالى - قد كتب على نفسه أنه لا يظلم احدا .