ثم وجه - سبحانه - نداء إلى المؤمنين بشرهم بنصره متى نصروا دينه ، وتوعد الكافرين بالخيبة والخسران ، ووبخهم على عدم تدبرهم فى مصير الذين من قبهلم ، وسلى النبى - صلى الله عليه وسلم - عما أصابه من أعدائه ، فقال - تعالى - : ( ياأيها الذين آمنوا إِن تَنصُرُواْ . . . فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ ) .والمراد بنصر المؤمنين لله - تعالى - نصرهم لدينه ، بأن يستقيموا على أمره ويتبعوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى كل ما أمرهم به أو نهاهم عنه .والمعنى : يا من آمنتم بالله - تعالى - حق الإِيمان ، إن تنصروا دين الله - عز وجل - وتتبعوا رسوله ، ( يَنصُرْكُمْ ) - سبحانه - على أعدائكم ( وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) عند قتالكم إياهم ويوفقكم بعد ذلك للثبات على دينه ، والشكر على نعمه .وفى معنى هذه الآية ، وردت آيات كثيرة ، منها قوله - تعالى - : ( وَلَيَنصُرَنَّ الله مَن يَنصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) وقوله - سبحانه - : ( وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ المؤمنين ) وقوله - عز وجل - : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا والذين آمَنُواْ فِي الحياة الدنيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشهاد ) .