ثم هددهم - سبحانه - بكشف أستارهم ، وفضح أسرارهم فقال : ( أَمْ حَسِبَ الذين فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ الله أَضْغَانَهُمْ ) .و " أم " منقطعة بمعنى بل والهمزة ، والاستفهام للتقريع والتوبيخ ، و " أن " مخففة من الثقنلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، والجملة بعدها خبرها ، وأن وصلتها سادة مسد مفعولى حسب .والأضغان : جمع ضغن ، وهو الحقد الشديد . يقال : ضَغِن صدر فلان ضَغَنا - بزنة تعب - ، إذا اشتد حقده وغيظه ، والاسم الضِّغْن ، بمعنى الالتواء والاعوجاج الذى يكون فى كل شئ ، ويقال : تضاغن القوم ، إذا انطوت قلوبهم على البغض والحقد .أى : بل أحسب هؤلاء المنافقون الذين امتلأت قلوبهم بمرض الكفر والضلال ، أن الله - تعالى - غير قادر على إظهار أحقادهم الشديدة لرسوله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين؟إن حسبانهم هذا هو لون من جهالاتهم ومن غباوتهم وانطماس بصائرهم .لأن الله - تعالى - لا يخفى عليه شئ ، ولا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء .