وبعد هذا الحديث عن هؤلاء الأقوام . . . جاء الحديث عن مظاهر قدرة الله - تعالى - وسعة رحمته ، ووافر نعمه ، وحض الناس على شكره - تعالى - وطاعته . فقال - عز وجل - : ( والسمآء . . ) .لفظ ( السمآء . . . ) منصوب على الاشتغال . أى : وبنينا السماء بنيناها ( بِأَييْدٍ ) أى : بقوة وقدرة . يقال : آد الرجل يئيد - كباع - إذا اشتد وقوى .( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) أى : وإنا لقادرون على توسعتها بتلك الصورة العجيبة من الوصع بمعنى القدرة والطاقة ، يقال : أوسع الرجل ، أى : صار ذات سعة ، والمفعول محذوف ، أى : وإنا لموسعون السماء ، أو الأرزاق .فالجملة تصوير بديع لمظاهر قدرة الله ، وكمال قوته ، وواسع فضله .